«وحسبتُكِ وطنًا».. قصيدة للشاعر مجدي أحمد

قصيدة للشاعر مجدي أحمد
قصيدة للشاعر مجدي أحمد

فلْتُبعدي عينيكِ عنِّي واللهيبْ

مهما رجوتِ اليوم صفحًا لن أجيبْ .

 

مهما انتحبتِ فلن يُخدِّرَني البُكا

فالجرحُ عندي لن يطبِّبَه النحيبْ !

 

ودموعُ عينك قد غدتْ ملعونةً

مَن قال إنَّ الدمعَ يغني عن طبيبْ ؟!

 

أنتِ ارتكبتِ اليوم جُرمً فاضحًا

أسقطْتِ تاج العِزِّ فانتشتِ الخطوبْ !

 

دمَّرتِ قصرًا كم حوى كل المنى

أطفأتِ بدرَ الصدق في الليل الكئيبْ .

 

وكسرتِ - يا ويح الذي كسَّرتِه -

كأسَ الرجولة..كم تَحكَّمَ في  القلوب  !

 

فغدتْ تُراقُ على شوارعَ لم تكن

تصبو إلى أقصى من النظر القريبْ .

 

مَكَّنتِ غولَ الشَّكِّ من  أعناقنا

فتكاثرَ التِّنِّينُ وافترشَ الخصيبْ !

 

وأنا الذي أسكنتُكِ القلب الذي

ما طاف في ساحاته يومًا حبيبْ .

 

وأنا الذي قد تِهْتُ يوما أنكِ

وطنٌ يُلملمني ..وغُدرانٌ وطيبْ !!

 

ولكَمْ حسِبتُ بأنَّ قُربَكِ جنَّةٌ

فإذا جِنانُكِ - للأسى- أصلُ اللهيبْ !

 

وحسبتُك الوطنَ الذي أزهو  به

فإذا بذا الوطن استباحَ بلا ذنوبْ .

 

وإذا الهمومُ استوطنتْ في مُقلتي

يا تَعْسَ مَن لَبِسَ الثيابَ بها ثُقوبْ !!

 

قد كنتِ طُهرًا قد تسربَلَ بالهدى

فَلِمَ الطَّهارةُ ترتضي دَنَسًا عجيبْ ؟!!

 

فلْترحلي مَحفوفةً بزوابعي

ولْتعلمي- قبل الرحيل- هو النصيبْ !